هذه هي الحكاية...


لكلّ نقطة بداية، والخامسَ عشر من أبريلِ قصة ورواية طال أمدها فلا بد لها من نهاية، تنفستْ شمسه مُشرقةً ومبهرة، أفرد الحمام بجناحيه وحلق عاليًا، غردتْ العصافير فرحةً بعد انقضاء ليلةِ أشبه بليلةِ القدرِ، كل منَّا خرج لممارسة حياته التي اعتادها بحثًا عن قوت يومه، حتى اختلطتْ مسامعهم بثلاث رصاصات مُتتالية، تبعتها خمس أخريات، ثُمَّ دويّ مدافع...


ومنذها ما عادت صباحات بلادي مُبهجةً كما السابق، تغريد الطيور، ضوضاء المدينة وصخب المَّارة، وأولئك الذين يضعون بصمتهم على البكور، جميعهم تلاشوا، فقد بات للرصاص نصيبٌ فيها كما زقزقة العصافير تلك والتي أصبحتْ هي الأخرى على غير العادةِ ومع امتزاج أصوات الديوك ويكأنها مليئة بالنواحِ على روحِ الوطن، فمتى يا حرب آما كفاكِ؟


 أي بابٍ ذاك الذي طرقته، بل وكيف ولجت حياتنا عنوة؛ لتثيري فيلمًا من الرعب، خطفتِ الضحكات من أفئدةِ الصغار، وَأَدتِ أحلام الشباب، أفرطتِ في الأذى، ورجمتِ أمام أعيننا المعنى الحقيقي للحياةِ، أصفق لكِ ثناء فقد نجحتِ في تدمير كل شيء كان يسهل بناؤه، فحقًّا آما كفاكِ؟


ثلاثمائة وخمس وستون يومًا ونيف لم تكن تُبصر أعيننا سوى جحافل من الغيومِ السوداءِ التي تغطى سماء بلادنا، أيا سامع النداء قل أين اللون الأبيض؟ أين لون الحمام، السحابات الهاربات من أمهاتهن ليُمطرننا حُبًا، أو حتى راية ترفرف عاليًا مُعلنة حلول السلام؟


إنَّا والله فقد ضجت مشاعرنا وما عدنا كما كُنا، ضاعت أحلامنا وتبعثرت بين الماضي والحاضر، وكيف لنا أن نرى المستقبل الذي بات مجهولًا؟


اشتقنا إلى الضجيجِ والصخب، إلى سحر المساء، وصفاء السماء، اشتقنا إلى بيتٍ كان يؤوينا، وجار لا يفارقنا، لكن هيهات؛ فالحاضر فرض ذاته أن نتأقلم عليه، والماضي ما برح يسطر على دفتر الحكايات تلك الرواية.


قلمي العزيز..


اعذرني لم أُرِد يومًا أن تكتب عن الحربِ، أود لك أن تكتب فقط عن السلام، إلا أنه وايم الله قد طال، رغم ذلك ما يئسنا، رسمنا سلامنا بأيدينا حتى حلوله بإذن الله.


فيا حرب!


لكل بداية نهاية، تواضعي خجلًا؛ لتسقطي حرفًا واحد فقط؛ حتى يأتي الحبُّ ويبذر كل ما طحنته.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة